مما هو جدير بالاهتمام أن نلاحظ ما صار إليه الجنس البشري في مصر، وأن نقتفي آثار بلوغه تلك الدقة البنائية العجيبة التي تتجلى لنا في بناء الأهرام مع ضخامتها المدهشة، وارتقائه من سكنى الكوخ المصنوع من غصون الشجر إلى إقامة القصور الفاخرة الزاهية المجملة بالقيشاني والمؤثثة بالرياش الفاخر والذهب المرصع، ثم بعد ذلك نأخذ في تفصيل تلك الخيوط الذهبية التي حيكت منها حياته المتعددة النواحي التي صارت في النهاية تؤلف نسيجًا متينًا فخمًا من المدينة… والواقع أنه لا توجد قوة أثرت في حياة الإنسان القديم مثل “قوة الدين”؛ لأن تأثيرها يشاهد واضحًا في كل نواحي نشاطه، ولم يكن أثر هذه القوة في أقدم مراحلها الأولى إلا محاولة بسيطة ساذجة يتعرف بها الإنسان ما حوله في العالم، ويخضعه بما فيه الآلهة لسيطرته، فصار وازع الدين هو المسيطر الأول عليه في كل حين، فما يولده الدين من مخاوف هي شغله الشاغل، وما يوحي به من آمال هي ناصحه الدائم، وما أوجده من أعياد هي تقويمه السنوي، وشعائره – برمتها – هي المربية له والدافعة له على تنميتة الفنون والآداب والعلوم.
Plus d'offres pour ce produit!
There are no reviews yet.